حُكـم »صلاة الفاتح لِمَا أُغلق«
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة الفاتح لما أغلق.. لم ترو مسندة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لا في حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف، وليست في شيء من كتب السنة لا الموطأ ولا البخاري ولا غيره.
فصلاة الفاتح لما أغلق.. لم ترو مسندة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لا في حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف، وليست في شيء من كتب السنة لا الموطأ ولا البخاري ولا غيره.
وهذه الصلاة إنما اخترعها بعض المبتدعة، وأسبغوا عليها من الفضل والمدح ما فضلوها به على القرآن الكريم عياذاً بالله من ذلك، ونص هذه الصلاة: "اللهم صلِ على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، الهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم".
ويذكر التيجانيون* أن زعيمهم أحمد التيجاني المتوفى سنة 1230 هـ- 1815م، قد التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم لقاء حسياً مادياً. وأنه تعلم منه صلاة الفاتح.
وقد زعموا أن المرة الواحدة منها تعدل قراءة القرآن ست مرات ! ثم زادوا في الكذب والإفك فزعموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر التيجاني بأن المرة الواحدة منها تعدل من كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير ومن قراءة القرآن ستة ألاف مرة.
وهذا استهزاء بكتاب الله تعالى واستهانة به، وصرف للناس عن قراءته حتى يصبح الناس صرعى لجهالاتهم وضلالتهم.
وقد زعموا أن المرة الواحدة منها تعدل قراءة القرآن ست مرات ! ثم زادوا في الكذب والإفك فزعموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر التيجاني بأن المرة الواحدة منها تعدل من كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير ومن قراءة القرآن ستة ألاف مرة.
وهذا استهزاء بكتاب الله تعالى واستهانة به، وصرف للناس عن قراءته حتى يصبح الناس صرعى لجهالاتهم وضلالتهم.
ولا يخفى ضلالُ هذا القول بجعل «صلاة الفاتح» أفضل من ذكرٍ واحدٍ مأثورٍ عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فضلاً عن سائر الأذكار التي وقعت في الكون، بل تفوقُ تلاوةَ القرآن أجرًا ومثوبةً، وقد ثبت عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «أَفْضَلُ مَا قُلْتُهُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدْيرٌ»**.
ومن هذه الاعتقادات الفاسدةِ قولهم: «مَنْ لم يعتقدْ -أي: صلاةَ الفاتح- من القرآن لم يصبِ الثوابَ فيها»، وقال في «الدُّرَّةِ الخَرِيدَةِ شَرْح الياقوتةِ الفريدة» للسُّوسِي: «إنّ هذه الصلاةَ هي من كلامِ الله تعالى بِمَنْزلة الأحاديث القُدسية»،وقولهم: إن هذه الصلاة من كلام الله، نزلت بعلم القدرة الإلهية، كذب على الله تعالى، إذ كيف تكون من كلام الله ولا وجود لها في شيء من كتب السنة، ولا علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأحد من الصحابة.
ولو فرض أنها من كلام الله فكيف تكون قراءتها مرة أفضل من قراءة القرآن كله ستة الأف مرة. وهل يقول هذا من يعرف قدر القرآن العظيم؟
ولو فرض أنها من كلام الله فكيف تكون قراءتها مرة أفضل من قراءة القرآن كله ستة الأف مرة. وهل يقول هذا من يعرف قدر القرآن العظيم؟
ويزعم التيجانيون أن من قرأ هذه الصلاة مرة كفرت بها ذنوبه، وهذا من الكذب والتهويل وخداع العامة المفتونين بهم،«وأنّ من تلا الفاتحَ عشرَ مرَّات كان أكثرَ ثوابًا من العارفِ الذي لم يذكرها، ولو عاش ألفَ ألفَ سنةٍ».«وأنّ مَن قرأها كُفِّرت به ذُنوبُه، وَوُزِنَتْ له سِتَّةُ آلافٍ من كلِّ تسبيحٍ ودعاءٍ وذِكْرٍ وَقَعَ في الكون»، وجاء في «جواهر المعاني» -أيضًا-: «إنّ هذا الوردَ ادّخره لي رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولم يعلِّمه لأحدٍ من أصحابه… لِعِلْمِهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بتأخير وقته، وعدمِ وجود من يُظهرُه اللهُ على يديه»، وقد نهى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أحمدَ التِّيجاني عن التوجّه بالأسماء الحسنى، وأمره بالتوجّه بصلاة الفاتح لِمَا أُغلق.
ولا يغيبُ عن كلِّ ذي عقلٍ ما فيه من اتهامِ النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بكِتمان العلم وخيانته للأمانة، وهو محالٌ على الأنبياء والرسل، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ [المائدة: 67]، ثمّ إنّ أَمْرَهُ له بِعَدَمِ التوجّه إلى الله تعالى بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلْيَا مخالفٌ لصريح قوله تعالى: ﴿وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180].
وهذا من جنس قول التيجاني: من رآني دخل الجنة !!
وقوله: وليس لأحد من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا؛ إلا أنا وحدي. انتهى
وهذا الفضل المزعوم المكذوب لم يحصل لمحمد صلى الله عليه وسلم، فإن من أصحابه من يذاد عن الحوض يوم القيامة، كما أخبر صلى الله عليه وسلم، ومن أمته من يدخل النار قطعاً، ثم يخرج منها بشفاعته صلى الله عليه وسلم، على ما هو معلوم في عقيدة أهل السنة والجماعة.
وقوله: وليس لأحد من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا؛ إلا أنا وحدي. انتهى
وهذا الفضل المزعوم المكذوب لم يحصل لمحمد صلى الله عليه وسلم، فإن من أصحابه من يذاد عن الحوض يوم القيامة، كما أخبر صلى الله عليه وسلم، ومن أمته من يدخل النار قطعاً، ثم يخرج منها بشفاعته صلى الله عليه وسلم، على ما هو معلوم في عقيدة أهل السنة والجماعة.
* الطريقة التيجانية طريقة مبتدعة ، ففي الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: (التيجانية طريقة صوفية ، يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية ، ويزيدون عليها الاعتقاد بإمكانية مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم مقابلة مادية ، واللقاء به لقاءً حسياً في هذه الحياة الدنيا ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصهم بصلاة "الفاتح لما أغلق" التي تحتل لديهم مكانة عظيمة).
وفي الموسوعة أيضاً: (ويتضح -مما سبق- أن التيجانيين مبتدعون في عباداتهم ، وكل بدعة ضلالة ، لأنهم ذهبوا إلى تخصيص أدعية بذاتها غير ورادة في الشرع ، وألزموا الناس بعبادات معينة في أوقات مخصوصة لا تستند إلى أساس ، فضلاً عن أن لهم معتقدات تخرج بمن يعتنقها عن الملة ، كالقول بالحلول والاتحاد) وبعد قراءة الأذكار والأدعية يقومون بنشر الثوب الأبيض ، ويزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر عندهم ، ويجلس عليه ، والصلاة خلف هؤلاء لا تجوز مع إمكانها مع غيرهم ، وإذا لم يمكن فلا بأس من الصلاة خلفهم ، إلا من علم منهم أنه يعتقد الحلول والاتحاد وغير ذلك من البدع المكفرة فلا تجوز الصلاة خلفه بحال ، وكثير منهم يعتقدون هذا الاعتقاد.
والله أعلم.
** أخرجه الطبراني في: «فضل عشر ذي الحجة»: (13/2) كما في «السلسلة الصحيحة»: (4/6) ، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في «الأربعين»، كما في «كنز العمال» للمتقى الهندي: (1/836)، من حديث علي رضي الله عنه. والحديث حسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: برقم(1503).
No comments:
Post a Comment