هل أصبحت تُهمة أن تكون سلفي ؟
إنّ السلفية تعني اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في العقيدة والعمل، فالسلفية نسبة إلى السلف الصالح، وهم أهل القرون الثلاثة المفضلة، كما جاء في الحديث الذي يرويه البخاري في صحيحه: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. فمن سار على نهجهم واقتفى أثرهم، فهو سلفي. ثم قال عمران راوي الحديث: فلا أدري بعد قرنيه قرنين أو ثلاثة - ثم يكون بعد ذلك قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن . و قال تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس) آل عمران. [110] فعن الضحاك: هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاة الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم. فأتباع هؤلاء هم الفرقة الناجية إن شاء الله تعالى، لأنه جل وعلا قد زكى صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وليس مجرد الانتساب إليهم أو انتحال اسم بعينه كالسلفية أو السلف ونحوها من الدعاوى كاف ، فالعبرة بحقائق الأشياء لا بأسمائها ، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة.
وهي في الأصل منهج يجب على كل مسلم اتباعه والعمل على نشره .وعماد المنهج السلفي هو لزوم الطريقة التي كان عليها الصحابة من التمسك بالكتاب والسنة علما وعملا، وفهما وتطبيقا، وهذا المنهج باقٍ إلى يوم القيامة، يصح الانتساب إليه، أما من رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي، مثل: الخوارج، والروافض، والمعتزلة، والمرجئة، والجبرية، وسائر الفرق الضالة، فهو خارج من السلفية، بل خارج عليها.
قال عليه السلام: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك. متفق عليه.
فليست السلفية من الفرق التي انقسمت إليها أمة محمد صلى الله عليها وسلم، كما أن الحنفية أو الشافعية أو الحنبلية أو المالكية لا تدخل تحت الفرق ، لأن هذه مذاهب فقهية اتفقت في النهج ولكنها اختلفت في الفروع، والمنتسب إلى هذه المذاهب على سبيل نجاة ما لم ينحرف عن معتقد أهل السنة والجماعة وينتمي إلى مناهج الفرق الهالكة.
والضابط الذي يحكم به على منهج فرقةٍ ما هو: متابعتها أو خروجها عن منهج السلف الصالح في الأصول والعقائد. ومن تأمل حال الفرق المنحرفة وجدها تخالف أهل السنة في معنى أو عدة معان كلية، و ذلك حال الخوارج والمرجئة والمعتزلة، والرافضة وغلاة المتصوفة وغيرهم . هدانا الله وإياك إلى صراطه المستقيم.
فالسلفية أو أهل السنة و الجماعة كما تُسمّى أيضا تعني اتباع الكتاب و السنة بدون بدع أو مُحدثات. فبعد كلّ هذا ،هل أصبح إتباع كتاب اللّه و سنة نبيّه جُرمًا ؟ ما معنى أن تسمع في الأنباء " القبض على مجموعة من السلفيين" ؟ من قال أنهم سلفيون ؟ هل يحملون صفة " سلفي" في بطاقات التعريف الوطنية؟ و هل أن السلفية فرقة أصلاً أم منهج ؟ في واقع الأمر يجبُ أن نكون كلّنا سلفيين أي نتبع كتاب اللّه و سنة نبيّه أم يجب أن نتبع أهوائنا ؟ هل تستطيع أن تمرَّ في الشارع و تقول هذا ماركسي و هذا ليبرالي وذاك شافعي والآخر مالكي ؟ و ما معنى كذلك أن تسمع في الأنباء " مجموعة من الإسلاميين يهجمون على مقر قناة " هل نحن يهود أو في دولة نصرانية حتّى نقول أن مجموعة من الإسلاميين يهجمون علينا ؟
من خلال ما تقدم من تعريف للدعوة السلفية، ندرك أهمية المقاصد التي ترمي إليها، فهي تدعو إلى الإسلام الصافي النقي من أدران الشرك والخرافات والبدع والمنكرات، وتعزز في شخصية المسلم مفهوم الولاء والبراء ونبذ التعصب للأشخاص والأسماء وللافتات
No comments:
Post a Comment