بسم اللّه الرحمن الرحيم
و الصلاة و السّلام على أشرف الخلق و المرسلين محمد صلّ اللّه عليه و سلّم
أما بعد
لا حديث اليوم سوى عن فصل الدّين عن السياسة. فالدّين ألا و هو الإسلام في تونس قد يدخل البلاد في دوّامة من العنف و الأعمال الإرهابية. كما سيُخِلّ و يُضعف إقتصادها و يُشتّت مجتمعها، هذا رأي البعض. أما البعض الآخر فيرى أن الإسلام دين سلم و تسامح و السياسة خبث و دهاء فلذلك لا يلتقيان. لكن أحقا كلّ هذا؟
ما الإسلام؟ أليس الإسلام منهج حياة متكامل ! ألا يتضمّن هذا المنهج الإقتصاد و السياسة بالإضافة إلى الشؤون الإجتماعية ! أليس الإقتصاد الإسلامي هو الحلّ لكلٌ أزمة إقتصادية مرّ بها الغرب ! ألم تزدهر الدولة الإسلامية بفضل تطبيق حكم اللّه ! ألا نعتبر من سياسة عمر رضي اللّه عنه و عدله ! فالفاروق عمر بن الخطاب كان ينام أحيانا تحت شجرة بدون حراسة ذلك لعدله و تطبيقه لآحكام اللّه. و آنظر لحال حكام المسلمين اليوم.
أليس اللّه الحكم العدل؟ أيوجد من هو أعدل من اللّه عزّ و جلّ؟ هل أصبح الإنسان الذّي خلقه اللّه و علّمه البيان أعدل من اللّه و أهدى بأن يُتّبع ؟ هل أن كلّ من يقتدي بكتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة رسوله أشرف الخلق و المرسلين محمد صلّ اللّه عليه و سلّم يُصبح متطرّفا و رجعيّا؟ أليس القرآن صالحا لكلّ مكان و زمان ؟ هل أن إتباع سنّة حبيبنا محمد صلّ اللّه عليه و سلّم في إعفاء اللّحى تطرّفا و إرهابا، بيد أنّه أمرنا بإعفائها و ليس إتّباعا في المظهر و الشكل؟ فكلّ ما ينصحنا أو يأمرنا به حبيبنا محمد صلّ اللّه عليه و سلّم خير لنا. لماذا نتجاهله و الأسوأ نسخر مِن مَن يقتدي بسنن حبيبنا محمد صلّ اللّه عليه و سلّم؟ لكن عندما يُثبت علميا من الغرب بفوائد و منافع هذه السنن عندها نتبعها.
إن إتباع سنّة حبيبنا محمد صلّ اللّه عليه و سلّم جهل و تطرّف ، لكن إتباع الغرب في لباسهم الذي لا يستر عورتنا هو التفتح والوعي. إذ نلبس السروال الآن لنجعله يتدلّى
يدّعون أن أصحاب اللّحى يتّبعون حبيبنا محمد صلّ اللّه عليه و سلّم في المظهر لكنهم بعيدون عن أخلاقه. فلنجزم بأن هذا صحيح.
ماذا أخذوا هم من الغرب؟ هل أخدوا منهم العلوم و التقدم! هل أ خذوا نظافتهم! كلّ هذا مبادئ ديننا الحنيف. لكن لا ، لقد أخذوا الفساد و الكذب و الإنحطاط. نحن في نظرهم مجرّد حثالة لا نستحق العيش.
الغريب في أمرنا كذلك أنّنا أصبحنا نُناقش كلام اللّه. ما معنى أن ميراث المرأة أقل من الرجل! ( بيد أن هناك حالات المرأة ترث أكثر من الرجل ). أصبحنا لا نرضى بعدل اللّه و مشيئته. ما معنى أن نرجم الزاني و الزانية ،هذه قسوة !!
أنحن أرحم من الرحمن الرحيم؟ متى أصبح المخلوق أهدى و أرحم من الخالق. "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ". أصبحنا نقدّس الآن مفردات الديمقراطية و العدالة و الحرّية و نحن جاهلون لمفاهيمها. هل يتنافى الإسلام مع هذه المفاهيم أم انّه من آتى بها؟
إن الحرّية في سبّ النبي و الصحابة! إن العدل هو ليس عدل اللّه و إنّما عدل الغرب! إن الديمقراطية هي نقد و شتم أصحاب اللّحى و مدح الكاسيات العاريات و المختالين بسراويلهم المتدلّية.أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
أيها المسلمون
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُـ
أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِـ
وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِـ
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌـ
أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍـ
أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍـ
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ـ
ملاحظة: إن لم تقتنع فلا سبب لـالتهجم على صاحب المقال فلست أنا من أمر بالحجاب أو لـالمرأة في الميراث نصف ما لـالرجل في بعض الحالات أو الرجم لـالزاني و الزانية المحصنين, فهذا كلام اللّه و رسولنا الحبيب محمد صلّ اللّه عليه و سلّم هو من آمرنا بإعفاء اللّحى. فإن كان لديك مانع فاُعترض على اللّه و رسوله فما أنا إلّا مذكّرٌ...
بقلم المسلم الحقيقي ـــ بإيجاز
No comments:
Post a Comment