Saturday, April 30, 2011

آداب السلام


 أفشوا السلام


الحمد لله منزل أسم من أسماءه تعالى ووضعه في الأرض وجعلها تحية مباركة والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
وإن من محاسن الأمور التي جاء بها الإسلام : مسألة إفشاء السلام.
السلام : اسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض وهو دعاء بالأمن من كل ما يخاف في الدنيا والآخرة .
وقد سماه الله تحية طيبة مباركة . وهو أدب اجتماعي يبدأ به المرء قومه حين يلقاهم .
قال تعالى : { فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون } النور 61

• صفة السلام
أفضلها : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يليها: السلام عليكم ورحمة الله .
يليها: السلام عليكم .
ودليل ذلك : ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلسه فقال: السلام عليكم ، فقال : ( عشر حسنات ) . فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم و رحمة الله ، فقال : ( عشرون حسنة ) . فمر رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال : ( ثلاثون حسنة ) .

• إدخال الألفة والمودة بين المسلمين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولاتؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) رواه البخاري .

• إلقاء السلام ، وأما رده فهو واجب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حق المسلم على المسلم ست .. إذا لقيته فسلم عليه ..) رواه مسلم .
وأما كون رد السلام واجب قوله تعالى:{ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا  } النساء 86
وقد ذكر شيخ الأسلام ابن تيمة رحمه الله الإجماع على وجوب الرد .

• الجهر بالسلام وكذلك الرد
وفيه أثر عن ا بن عمر : عن ثابت بن عبيد قال : ( أتيت مجلسا فيه عبد الله بن عمر فقال : إذا سلمت فأسمع فإنها تحية مباركة طيبة ) الأدب المفرد .
وقال النووي : وأقل السلام الذي يصير به مسلما مؤديا سنة . السلام أن يرفع صوته بحيث يسمع المسّلم عليه ، فإن لم يسمعه لم يكن آتيا بالسلام ، فلا يجب الرد عليه . وأقل ما يسقط به فرض رد السلام أن يرفع صوته بحيث يسمعه المسّلم ، فأن لم يسمعه لم يسقط عنه فرض الرد

• يسلم المسلم على من يعرف ومن لم يعرف
عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير ؟ قال : ( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) رواه البخاري .

• يسلم الراكب على الماشي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير ) رواه البخاري . وفي روايه أخرى ( يسلم الصغير على الكبير ، والمار على القاعد ، والقليل على الكثير ) .

• إلقاء السلام عند الدخول إلى المجلس وعند مفارقته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أنتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، فاذا أراد أن يقوم فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة ) رواه الترمذي .

• إلقاء السلام على الصبيان
عن أنس بن مالك رضى الله عنه : (أنه كان يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمر بصبيان فسلم عليهم ) رواه البخاري .
وفي السلام على الصبيان حمل النفس على التواضع ، وسلوك لين الجانب ، وتعليمهم الخير .

• استحباب تكرار السلام ثلاثا
فعن أنس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (أذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه ، و إذا أتى قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا) . رواه البخاري .
قال ابن حجر : وكذا لو سلم وظن أنه لم يسمع فتسن الإعادة فيعيد مرة ثانية وثالثة ولا يزيد على الثالثة.

• كراهية السلام على المتخلي
عن ابن عمر رضى الله عنه: (أن رجلا مر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبول فسلم فلم يرد عليه ) رواه مسلم .
فعلى هذا فإن المتخلي ببول أو غائط يكره له رد السلام بأتفاق أهل العلم .

• السلام على المرأة الأجنبية
مسألة تساهل فيها كثير من المسلمين اتباعا لعادة مألوفة شبّ وشاب عليها أولئك ،وتقليدا أعمى لأعداء الإسلام ، وهي المسألة هي مصافحة المرأة الأجنبية. إن العادات والتقاليد لا حرج فيها ولا عيب إذا لم تخالف نصا شرعيا أو شيئا يخالف المروءة ، لأن في مخالفة النص الشرعي إثما ، وفي مخالفة المروءة منقصة وسفه .
عن معقل بن يسار رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له ) أخرجه الروياني في مسنده
قال ابن القيم: أنه يسلم على العجوز وذوات المحارم دون غيرهن . وهو المختار ، وعلة المنع ظاهرة ، وهي سد الذريعة ، وخشية الأفتتان . وما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فهو معصوم من الفتن . وما ورد عن الصحابة ، يحمل على أمن الفتن .

• يحرم ابتداء السلام على الكفار
قال صلى الله عليه وسلم: (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام . فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه) رواه مسلم
ولا كلام لأحد بعد هذا النهي الصريح .

• استحباب السلام عند دخول البيت
فإن كان البيت خاليا فأنه يستحب أن يسلم الرجل على نفسه . فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال : ( إذا دخل البيت غير المسكون فليقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) رواه البخاري .
وإن كان البيت ليس فيه إلا أهلك فيستحب لك أن تسلم عليهم ، فعن أبي الزبير أنه سمع جابر يقول :
( إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة ) الأدب المفرد .

• رد السلام على من حمل إليه السلام
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي يقرئك السلام ، فقال : ( عليك وعلى أبيك السلام ) رواه أحمد .
السلام على المصلي ورده بالإشارة
عن صهيب أنه قال : ( مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، فسلمت عليه ، فرد إشارة. قال : ولا أعلمه إلا قال : إشارة بأصبعه ) . رواه أبو داود ... وفي روايات أخرى أنه أشار بكفه وكذلك أومأ برأسه، ويجوز العمل بهما متفرقات .

• يسلم المسلم على أخيه إذا حال بينهما حجر أو شجر
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه ، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه ) رواه أبو داود وصححه الألباني .

• السلام والمصافحة
المصافحة التي زهد فيها غير قليل من المسلمين ، مع أم عملها يسير وأجرها عظيم وبيان ذلك أن المسلم إذا ألقى السلام لفظا فقد حاز أجرا ، أما إذا اتبع اللفظ المصافحة فان الأجر يتضاعف كثيرا ، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( أن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر ) رواه الطبراني في الأوسط عن حذيفة.

• آدب السلام والنائم
إن المسلم إذا دخل إلى مكان فيه إيقاظ ونيام فان السنة في ذلك : أن يسلم سلاما يسمع به المستيقظين ولا يسبب إزعاجا للنائمين ودليل ذلك ما رواه المقداد بن الأسود رضى الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يجئ من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان ) أخرجه مسلم

• المصافحة بالمجالس
بعض الناس إذا دخل المجلس بدأ بالمصافحة من أول المجلس إلى آخره وهذا ليس بمشروع ، وان المصافحة عند التلاقي ، اما الدخول على المجالس فإنه ليس من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه أن يفعلوه وإنما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس حيث ينتهي به المجلس ، وما يمر على القوم فيصافحهم ولا سمعنا أيضا اذا جلس حيث ينتهي به المجلس انهم يقومون ويصافحونه .. فالمصافحة بهذا الوجه ليست بمشروعة ، وقد سألت عنها من نعتمده من مشايخنا فقالوا لانعلم لها أصلا في السنة.

• مسائل في السلام
* إن سلم رجل على جماعة ، فإن ردوا كلهم فهو أفضل ، وإن رد واحد منهم ، سقط الأثم عن الباقين .
قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه ( يجزيء عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ، ويجزيء عن الجلوس أن يرد أحدهم ) رواه أبو داود وصححه الألباني .

* أذا سلم بالغ على صغير فإنه لايلزم الصغير الرد ، لأنه غير مكلف . أما إذا سلم الصبي على البالغ ،فإنه يتعين عليه الرد . وهو قول الجمهور .

* إن أحتيج للسلام على أهل الكتاب فليكن بغير السلام ، ككيف حالك ، أو كيف أصبحت ونحو ذلك . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن خاطبه بكلام غير السلام مما يؤنس به ، فلا بأس بذلك .
عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم ) قال النووي : إذا مر واحد على جماعة فيهم مسلمون ، أو مسلم وكافر ، فالسنة أن يسلم عليهم ويقصد المسلمين أو المسلم .

* لا يقال ( السلام على من أتبع الهدى ) لجماعة فيهم مسلمون وكفار .
قال ابن عثيمين رحمه الله : وإذا كانوا مسلمين ونصارى فإنه يسلم عليهم بالسلام المعتاد يقول السلام عليكم ويقصد بذلك المسلمين .

* يجوز بدء قارىء القرآن بالسلام وعليه أن يرد السلام . اللجنة الدائمة .

* لا يجوز لمن دخل والإمام يخطب يوم الجمعة إذا كان يسمع الخطبة أن يبدأ بالسلام من في المسجد ، وليس لمن في المسجد أن يرد عليه والإمام يخطب ، ولكن إن رد عليه بالإشارة جاز .
*عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام) رواه أبو داود بإسناد جيد.

No comments:

Post a Comment